اسطورة من الزمن الجميل

مسافات شاسعة في العمر الطويل بين أغنية يا غزال التي لحنها صوت الأرض طلال مداح رحمة الله عليه وبين ما قدمه عبادي مؤخراً في ألبوم "اجهلك".
القيمة هي القيمة والجمال مازال حاضراً في صوت عبادي، لكن هناك أمور تغيرت وطرأت في سماء الفن عموماً.

عبادي الجوهر قطرة المطر الجميلة والصوت الذي رعاه طلال مداح واهتم به أشد الاهتمام ورافقه طوال مشواره الطويل وعزز محبته له بالعديد من التعاونات فيما بينهم.

عند الاستماع لأغنية عبادي الجوهر (ياغزال) يشعر المستمع ما لهذا الصوت من جمال وعذوبة وهو في مقتبل العمر وكم كان صوته شفيفاً قريباً من القلب.

ظل عبادي الجوهر لسنوات طويلة غزير الانتاج، أما الآن فهو مقل في كل شيء، في اطلالة في الظهور في الحضور وهذه سياسة الأذكياء.

الفنان البعيد عن العين يبقى قريباً من القلب، معادلة استطاع صنعها وفك رموزها هذا الجوهر الجميل.

لم تغير صوته السنين الطويلة بل ظل ناعماً هادئاً ومصدر مهم للحزن الجميل.

نغمته التي لا تنسى أهلته لأن يتربع في قلوب محبيه سنوات طويلة ربما تكون أبعد من السنوات التي وضعها في ذهنه، لكنه ظل حاضراً لسنوات وسيظل يقدم الجمال تلو الجمال لأن تربته الفنية تربة خصبة جداً.

عبادي مازال موجوداً في قلب كل مستمع سعودي بالعديد من الأغنيات لعل من أشهرها (يا غزال، أصابع الزمن، تدرين وادري، سكة طويلة) والقائمة تطول وتطول، من قديمه الجديد إليكم أصابع الزمن الذي كانت تترا للمسلسل الشهير أصابع الزمن الذي قام ببطولته الفنان محمد حمزة ومديحة حمدي ونسرين في نهاية السبعينات الميلادية، وبالرغم من كونها أغنية مسلسل لا يتعدى وقتها الثلاث دقائق إلا انها حفظت وركزت في ذاكرتنا كسعوديين وعرفنا هذا المسلسل وتابعناه بشغف وكان عبادي من ضمن أبطال العمل بل ساهم في تقديم العمل ككل في التتر في البداية والنهاية.

أصابع الزمن

بتلعب في القلوب

وتطبع في الشروق غروب

وندفع الثمن

أعز ما عندنا

ونخسر نفسنا

ونصبح وحدنا

أحلامنا بالضنا

أوهامنا تودنا

وأكمل المقدمة بالجملة المؤثرة لتكون من ضمن أفضل تتر في أعمالنا الخليجية والمحلية.

لا من الذنوب خاليين

لا من الألم ساليين

والي بيطوي جراحه

صابر مع الصابرين

وصار من باع ضميره

لعبه بيد السنين

بالتأكيد تظل ذكريات يحملها التاريخ لنا ويعود بنا للأعمال الرائعة التي تكون قطعة درامية مؤثرة في الأعمال الدرامية التراجيدية، أظن انها أعطت زخماً رائعاً.